المسجد الجامع بقرية آل زيدي - بني مغيد - عسير
الإنسان دائما في أمس الحاجة إلى ان يعيد استقراء الماضي والتاريخ وان يرى نجاح اسلافه الأولين، ومن أهم المدارس التي يجب قراءتها (المسجد) الذي يمثل روحانية المكان ومحل عبادته وبدء انطلاق حضارته. وبالعودة إلى قرية ال زيدي... لا تزال المساجد شاهد عيان على عصور مضت وترسخت ملامحها في مخيلة أفراد وأبناء القرية او أي زائر لها بروعة جدرانها الحجرية وأشكال الهندسية التي شيدت وبنيت من ألف سنة أو أكثر بدء من مكان الإنسان الأول في جبل فارس اساس المكان ومنطلق حضارته وموطن الأول لإنسان القرية بمكان العسكري المنيع وبجولة داخله تجد الآثار ومنها مسجد لازالت معظم مبانيه موجودة وبشهود عيان على هذا التاريخ من الجيل الحالي.. مما يدل بشكل أكبر وواضح على دور المسجد على إنسان المنطقة في التعليم ونشر الدين والمشاركة في الفتوحات الاسلامية، ولا ندل على ذلك من أثره الواضح إلى وقتنا الحالي على أهل القرية رجالاً ونساءً حيث انتشر التعليم فيهم من قديم الزمان وإلى وقتنا الحالي. وما أن تطأ قدمك أرض مواطن السابقين ومرابع اللاحقين بداخل قرى آل زيدي حتى يعود بك الزمن إلى مجدٌ تليّد، وتاريخ مجيّد لتكتشف نمط حياة العديد من الأجيال التي استوطنت هذا المكان وتعاقبت عليه خلال حقب زمنية مختلفة بدء من عصر صدر الإسلام الأول ثم عصور الخلافة الراشدة ثم عصر التابعيين ثم العصرين الأموي والعباسي، وصولاً للعصور الإسلامية الحديثة، بما في ذلك التعرف على مزايا هذا القًرى وحصونها الحربية عبر تلك الحقب الزمنية من حيث تاريخ الاستقرار والنظام الاجتماعي والنظام الغذائي وصعوبات التضاريس والحالة الأمنية والتأثير المناخي. كما أن جامع وطن آل زيدي يُعدّ من أشهر المساجد التاريخية والعتيقة بمنطقة عسير التي ما زالت تقام فيها به الصلوات الخمس والجمعة منذ بداية القرن الثاني الهجري نظرا لوجود دليل على تاريخ بنائه وهو نقش جداري يقع فوق مدخل بيت الصلاة موضح بها عبارة تحمل تاريخ تأسيسه الأول وتواريخ مراحل ترميمه، وبجانب كونه مكانًا للصلاة والعبادة، كان له دور اجتماعي بارز، إذ كان مكانًا لاجتماعات أهل القرية لمناقشة أمورهم اليومية وحل الخلافات. ويمكن الوصول للجامع من خلال ممرات مشاة صغيرة في القرية ومن خلال المركبة، وحولة تجمع سكني، وهو عبارة عن مصلى بأبعاد (20في10)، ويتسع لـ (200 شخص) تقريبا أما فناء المسجد فهو عبارة عن حرم خارجي ومكان للضيافة تسمى "امنزاله"، كما يتضمن بناء الجامع على مئذنة بارتفاع (8 م) يصل إلى أعلاها بسلم داخلي من جهة الوادي. الجدير بالذكر ان جامع آل زيدي قد تعاقب عليه عدد من الأئمة والمؤذنين على مدى عقود من الزمن على سبيل الذكر لا الحصر: الشيخ/عبد الرحمن بن علي محيا (رحمه الله) ثـم الشيخ/يحيى بن عبد الله بن محمد، الذي اشتهر باسم "يحي حافظ" (رحمه الله) , ثم الشيخ/ سلطان بن عبد الله بن محمد آل هادي (وفقه الله). ومن أبرز المؤذنين السابقين للجامع هم الشيخ/ناصر بن محمد بن علي آل دلاك (رحمه الله) , ثم الشيخ/أحمد بن إبراهيم بن مرعي آل مرعي (رحمه الله) ثم الاستاذ/ حمدي بن علي سحيم بن عبد الله آل محيا (وفقه الله) ثم الاستاذ/ يحيى بن علي سحيم بن عبد الله آل محيا (وفقه الله) ثم الشاب/ عبدالإله بن عبدالله علي سحيم.